تبدأ الحرائق عادة على نطاق ضيق لأن معظمها ينشأ من مستصغر الشرر بسبب إهمال في اتباع طرق الوقاية من الحرائق ولكنها سرعان ما تنتشر إذا لم يبادر بإطفائها مخافة خسائر فادحة في الأرواح والمتاع والأموال والمنشآت وهذه المخاطر تنقسم إلى ثلاث أنواع هي :-
  • الخطر الشخصي : ( الخطر على الأفراد ) وهي المخاطر التي تعرض حياة الأفراد للإصابات مما يستوجب توفير تدابير للنجاة من الأخطار عند حدوث الحريق.
  • الخطر التدميري : ( الخطر على الممتلكات ) وهي مخاطر الحريق التي تؤثر على مكونات ومحتويات المبنى بالأضرار.
  • الخطر التعرضي : ( الخطر على المجاورات ) وهي المخاطر التي تهدد المواقع القريبة لمكان الحريق ولذلك يطلق عليه الخطر الخارجي. 

عملية الاحتراق ( نظرية الاشتعال )

هي تلك الظاهرة الكيميائية التي تحدث نتيجة اتحاد المادة المشتعلة بأكسجين الهواء بعامل تأثير درجة حرارة معينة لكل مادة من المواد،  وتختلف درجـة هذه الحــرارة بالنسبة لكل مادة وتسمى ( نقطة الاشتعال ) ، ويتضح من ذلك أنه لكي يحدث حريق يجب أن تتوافـر ثلاثة عناصر وهو ما يطلق عليه مثلث ألاشتعال.
  • مادة قابلة للاشتعال: تسمى الوقـود وهى كل مادة قابلة للاشتعال بصورها الثلاث الصلبة ، السائلة ، الغازية.
  • الأكسجين : يتوافــر الأكسجين في الهواء الجوى بنسبة (19-21%).
  • الحرارة: أي بلوغ درجة الحرارة ألي الدرجـة اللازمة للاشتعال ومصدرها الشرر، اللهب،الاحتكاك ، أشعة الشمس ، التفاعلات الكيميائية …  الخ. 
كيفية انتقال الحرارة
الأجسام تتبادل الحرارة مع ما حولها ، أي أن درجة حرارتها في الظروف المعتادة غير ثابتة أي أن الحرارة تنتقل من الجسم الساخن إلى الجسم الذي تقل عنه في درجة الحرارة ويحدث ذلك بإحدى الوسائل التالية :-
  • الملامسة ـ التوصيل : انتقال الحرارة بالتوصيل يتم بالملامسة المباشرة أو من خلال موصل مثلما يحدث في حالة ملامس اليد لوعاء ساخن اذ تنتقل الحرارة من الوعاء الي اليد خلال الموصل وتختلف المعادن في درجة قابليتها للتوصيل فبعضها موصل جيد للحرارة والبعض الأخر غير موصل للحرارة كما أن الحرارة تنتقل في السوائل والغازات لتغير الكثافة وتبعاً لتغير درجة الحرارة.
  • تيارات الحمل: تنتقل الحرارة في السوائل والغازات نظراً لتغير الكثافة تبعاً لتغير درجة الحرارة وهي تنتقل بواسطة تيارات الحمل ويتم الانتقال من أسفل إلى أعلى ويمكن ملاحظة انتقال الحرارة بالحمل في شبكة أنابيب المياه الساخنة بالمباني ومداخن الأفران والدفايات وانتشار النار في حرائق المباني من الطوابق السفلية الى العلوية.
  • الإشعاع: الأشعة الحرارية تمتصها بعض الأجسام ويعكسها البعض الآخر فالأجسام السوداء أو المعتمة تمتص حرارة اكبر من الأجسام اللامعة أو ذات السطح المصقول البراق ويكون انتقال الحرارة في الهواء علي شكل موجات بالإشعاع الحراري كالأشعة الضوئية والهواء لا يمتص الحرارة بل ينقلها من مصدرها إلى أن تصطدم بجسم ما فإذا كان معتماً يمتصها فترتفع درجة الحرارة أما إذا كان لامعاً أو سطح مصقول فأنه يعكس الحرارة إلى الهواء.
مصادر الحرارة 
  • الشمس كمصدر للحرارة: أول مصادر الحرارة هو الشمس حيث تؤثر طاقة الشمس على المواد العضوية وتؤدى إلى جفافها ويسهل اشتعالها أما الشمس بذاتها فلا تسبب حرائق ألا إذا دخلت في الصورة عناصر أخرى كعيب في زجاج النافذة يؤدي إلى تجميع الأشعة وتركيزها.
  • الطاقة الميكانيكية مصدر للحرارة: نتيجة احتكاك مادة بأخرى تتولد حرارة.
  • الحرارة من التضاغط.
                                              إذن لكي يحدث حريق لابد أن تجتمع هذه العوامـل الثلاثة معاً مادة قابلة للإشعال +  أكسجين + حرارة

طرق إطفاء الحرائق ( نظرية الإطفاء )

تعتمد نظرية إطفاء الحريق على الحد من تعاصـر عامل أو أكثر من العــــوامل الثلاثة السابق ذكرها المحدثة للحريق ، آي أن نظرية الإطفاء تعتمد على كسر مثلث الاشتعال بإزالة أحد أضلاعه أو كل أضلاعه و لذلك تخضع عمليات الإطفاء لثلاث وسائل هي :- 
  • تبريد الحريق: ويقصد به تخفيض درجة حرارة المادة المشتعلة وذلك باستخدام المياه والتي يتم قذفها على الحريق وتعتمد هذه الوسيلة أساساً على قـدرة امتصاص الماء لحرارة المادة المشتعلة فيها النار ، ويلاقى الماء عند استخدامه لأغراض التبريد نوعين من التغيرات فأنه ترتفع درجة حرارته إلى أن تصل إلى درجة غليانه وتحوله إلى بخار يعلو سطح الحريق ، ويفيد ذلك في عمليات كتم النيران بإنقاص نسبة أكسجين الهـواء.
  • خنق الحريق: يتم خنق الحريق بتغطيته بحاجز يمنع وصول أكسجين الهواء إليه وذلك بغلق منافذ وفتحات التهوية بمكان الحريق للتقليل من نسبة الأكسجين في الهواء إلي النسبة التي لا تسمح باستمرار الاشتعال، أو تغطية المادة المشتعلة بالرغاوى الكيماوية، أو بإحلال الأكسجين ببخار الماء أو ثاني أكسيد الكربون أو المساحيق الكيماوية الجافة أو أبخرة الهالوجينات ، ويمكن إطفاء الحريق بفصل اللهب عن المادة المشتعلة فيها النيران وذلك عن طريق نسف مكان الحريق باستخدام مواد ناسفة كالديناميت ، وهذه الطريقة المتبعة عادة لإطفاء حرائق آبار البترول.
  • تجويع الحريق: يتم تجويع الحريق بالحد من كمية المواد القابلة للاشتعال بنقل البضائع والمواد المتوفرة بمكان الحريق بعيداً عن تأثير الحرارة واللهب مثل سحب السوائل القابلة للاشتعال من الصهاريج الموجود بها الحريق ، أو نقل البضائع من داخل المخـازن المعرضة لخطر وحرارة الحريق ، أو أزاله النباتات والأشجار بالأراضي الزراعية لوقف سريان وانتشار الحريق، أ, إزاحة وإزالة المواد المشتعلة فيها النيران بعيداً عن المجاورات القابلة للاشتعال لخطر الحرارة واللهب كسحب بالات الأقطان المشتعلة فيها الحريق من داخل مكان التخزين الى مكان آخر لا يعرض المجاورات للأخطار، أو بغلق محابس الغازات القابلة للاشتعال، أو بتقسيم المواد المحترقة إلى أجزاء صغيرة لتصبح مجموعة حرائق صغيرة يمكن السيطرة عليها مثل الطرق على الأخشاب المشتعلة لتفتيتها إلى أجزاء صغيرة  أو مزج جزئيات الماء بسطح السوائل القابلة للالتهاب.

تصنيف الحــرائق  Classification of fire

التصنيف الحديث الذي اتفقت عليه الدول الأوربية هو تقسيم الحرائق إلى أربع أنواع هي :- 
1- حرائق النوع الأول Class (A) Fires      
وهى التي تنشأ في المواد الصلبة التي تكون غالباً ذات طبيعة عضوية ( مركبات الكربون ) كالورق والخشب والأقمشة وغيرها من الألياف النباتية وهى عادة تحترق على هيئة جمرات متوهجة ، وتتميز بأن هذه غالبية هذه المواد مسامية ويسهل عليها أن تتشرب الماء بما يؤثر على تبريدها من الداخل لذلك يعتبر الماء أكثر الوسائل ملائمة لإطفاء هذا النوع من الحرائق .

2- حرائق النوع الثاني Class (B) Fires         
وهى الحرائق التي تحدث بالسوائل أو المواد المنصهرة القابلة للاشتعال ولأجل تحديد أنسب مواد لإطفاء هذه الحرائق يمكن تقسيم السوائل القابلة للالتهاب أي نوعين :-
  • سوائل قابلة للذوبان أو الامتزاج في الماء.
  • سوائل غير قابلة للذوبان مع الماء.
وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد نوعية الوسيط الإطفائي المناسب ويتضمن ذلك رشاشات المياه أو الرغاوى أو أبخرة الهالوجينات أو ثاني أكسيد الكربون أو المساحيق الكيماوية الجافة.

3- حرائق النوع الثالث Class (C)Fires           
وهى حرائق الغازات القابلة للاشتعال وتشمل الغازات البترولية المسالة كالبر وبان والبيوتات وتستخدم الرغاوى والمساحيق الكيماوية الجافة لمواجهة حرائق الغازات في حالة السيولة عند تسربها على الأرض وتستخدم أيضا رشاشات المياه لأغراض تبريد عبوات الغاز.

4- حرائق النوع الرابع Class (d) Fires               
وهى الحرائق التي تحدث بالمعادن ، ولا تستخـدم المياه لعدم فاعليتها كما وأن استخدامها له مخاطرة ، كذلك الحال عند استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون أو المساحيق الكيماوية الجافة على البيكربونات ويستخدم عادة مسحوق الجرافيت أو بودرة التلك أو الرمل الجاف أو أنواع أخرى من المساحيق الكيماوية الجافة لإطفاء هذا النوع من الحرائق.

5- حرائق التجهيزات الكهربائية
طبقاً للتصنيف الحديث لأنواع الحرائق لم يخصص نوع مستقل لحرائق الكهرباء ويعزى ذلك إلى أن الحرائق التي تبدأ بسبب التجهيزات الكهربائية فأنها في الواقع تنشأ بمواد تعتبر حرائقها من النوع الأول أو الثاني.
ويجب لمواجهة حرائق التجهيزات الكهربائية أتباع ما يلي :
  • فصل التيار الكهربائي قبل إجراء عملية الإطفاء.
  • استخدام وسائل الإطفاء التي تتناسب مع نوعية المواد المشتعلة فيها النار.
  • في حالة تعذر فصــل التيار الكهربائي أو عــدم التيقن من ذلك فتستخدم مواد الإطفـاء التي ليست لها خاصية التوصيل الكهربائي وأيضاً عـدم التأثير الضـار على التجهيزات وهذه لمواد تتضمن أبخرة الهالوجينات والمساحيق الكيماوية الجافة وثاني أكسيد الكربون.

دليل الوقاية من الحريق وأسلوب التصرف في حالة حدوث حريق

يجب أن يلم العاملين بالتصرفات الواجب اتخاذها للوقاية من حدوث حريق  وكذلك كيفية التصرف عند حدوث حريق ويتضمن ذلك إجراءات الإعلان والأخطار عن حدوث الحريق وقواعد الإخلاء وتدابير المكافحة الأولية للحريق لحين وصول رجال الإطفاء المختصين وتدريب جميع العاملين على هذه التصرفات أمر واجب للتأكد من قيامهم بواجباتهم عند حدوث حريق.
      1- التفتيش والفحص الدوري على أماكن العمل: يعتبر التفتيش الدوري على كافة مواقع العمل حتى لو كانت جميع المباني مصممة تصميماً صحيحاً ومزودة بمستلزمات الوقاية من الحريق من أهم أعمال لجنة السلامة والصحة المهنية ويجب ان يشمل التفتيش الحالات الآتية :-
  • عمليات التخزين وخاصة المواد سريعة الاشتعال أو المواد التي تساعد على الاشتعال أو المواد التي تشتعل ذاتياً.
  • مصادر الشرر وغيرها من المصادر الحرارية.
  • التأكد من توافر وسلامة أجهزة أطفاء الحريق وصلاحيتها للتشغيل.
  • التأكد من تنفيذ تعليمات النظافة العامة وتجميع وتصريف العوادم وغيرها.
     2- النظافة ومنع التدخين وحمل أعواد الثقاب والولاعات والتخزين السليم
  • يجب منع التدخين نهائياً في أماكن العمل التي تتوافر بها مواد قابلة للاشتعال.
  • وضع لافتات ( ممنوع التدخيـــن ) في المناطق المحظور فيها التدخين وتنفيذ هذه التعليمات بدقة من المشرفين والزوار والعاملين.
  • يحظر حمل الكبريت والولاعات في الأماكن المحظور فيها التدخين.
  • لا تخزن المواد القابلة للاشتعال في أوعية مكشوفة أو زجاجية ( جفف ما ينسكب من هذه المواد بسرعة ولا تخزنها بجوار مصادر الحرارة كالمواقد والمدافئ ).
  • حافظ دائماً على ضرورة عدم وجود أي أوراق أو مخلفات فـوق الأسطح أو في الحدائق أو حول المباني لسهولة  استعمالها بآي شرارة تلمسها.
  • تأكد من إطفاء أعواد الثقاب أو بقايا السجاير قبل إلقائها في الأوعية المخصصة لذلك.
  • يجب أن تحرق الفضـلات في محارق خاصة ولا يتم ذلك في الهـواء الطلق وخاصـة في الأيام العاصفة أو على بعـد يقل عن 50 قدماً من المباني.

كيفية التصرف في حالة الحريق :

      1- يجب على أي شخص  يكتشف حريقاً أن يفعل ما يلي :-
  • أن يكسر زجاج إنذار الحريق لتشغيله.
  • أن يتصل فوراً بالرقم 999 أو الرقم المخصص في بلدك لاستدعاء فرق الإطفاء.
  • أن يكافح الحريق إذا أمكنه ذلك  باستخدام أقرب مطفأة مناسبة لنوع الحريق.
  • اسحب مسمار الأمـــان بالمطفـأة.
  • وجه فوهة المطفأة إلى مكـان الحريق.
  • اضغط على المقبض لتشغيل المطفـأة.
  • تأكد أن المكان الذي تقف فيه لا يشكل خطورة عليك وأنه باستطاعتك الهروب إذا انتشر الحريق.
  • لا تقف في مواجهة الرياح أثناء مكافحة الحريق حتى لا تعرض نفسك للخطر .
      2- ماذا تفعل عند سماعك جرس الإنذار:
  • أوقف العمل فوراً.
  • اقطع التيار الكهربائي فوراً.
  • لا تستعمل المصعد في حالة الحريق.
  • غادر المبنى من خلال اقرب مخرج للطوارئ لمكان تواجدك.
  • أغلق كافة الأبواب وراءك.
  • توجه إلى نقطة التجمع أمام المخرج.
  • لا تجازف ولا تخاطر بحياتك ولا ترجع إلى المبنى مهما كانت الأسباب إلا بعد أن يؤذن لك بذلك من المسئولين.